منظومة القتل الصعب Trophy (ASPRO-A)
طور النظام "تروفي" Trophy التي تعني بالعبرية سترة الرياح wind coat أو محطم الرياح wind-breaker كما يطلق عليه من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية (التسمية الأحدث للنظام Meil Ruach) من قبل شركة أنظمة RAFAEL الدفاعية المتقدمة بالتعاون مع شركة أنظمة ELTA المحدودة التي تتبع صناعات الفضاء الإسرائيلية IAI، وذلك لتجهيز كلاً من دبابات المعركة الرئيسة والعربات المدرعة بنظام حديث للحماية النشطة، قادر على اعتراض/تدمير الصواريخ والمقذوفات المضادة للدبابات المهددة لأمن العربة في ساحة المعركة، دون تعريض حياة الجنود المرافقين لخطر الإصابة العرضية. استغرقت عمليات الدراسة على هذا النظام نحو 10-11 سنة من الأبحاث، ليعلن عن جاهزيته في أغسطس 2009 بعد سلسلة من الاختبارات أجراها الجيش الإسرائيلي.
نسخة Trophy القياسية Trophy-HV مصممة للعمل بشكل تلقائي تجاه كافة أنواع القذائف والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM، بضمن ذلك الأسلحة المحمولة على الكتف مثل القنابل العاملة بالدفع الصاروخي RPG وكذلك المقذوفات شديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT الخاصة بمدافع الدبابات والتي تتجاوز سرعة انطلاقها ثلاثة أضعاف سرعة الصوت (لكن ليس مقذوفات الطاقة الحركية KE التي تمتلك غالباً سرعة فوهة مقاربة لخمسة أضعاف سرعة الصوت)، حيث يستطيع النظام مشاغلة أهدافه بشكل آني simultaneously engage والاشتباك مع عدة تهديدات تصل من اتجاهات مختلفة، علماً أن عملية تحييد الخطر تحدث فقط إذا أوشك التهديد أن يضرب منصة النظام.
هو فعال عند استخدامه من على منصات ثابتة أو متحركة، وفعال ضد كلتا التهديدات القصيرة وبعيدة المدى. شركة رافائيل نفذت نحو 2000 اختبار حي وفي ظروف واقعية لمقذوفات RPG أطلقت باتجاه دبابة Merkava مجهزة بالنظام وذلك في منطقة اختبار حيفا Haifa جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى صواريخ موجهة مضادة للدروع، حيث ثبت نجاح النظام وقدرته على تمزيق المقذوفات والغاء فاعليتها بشكل مؤكد. وطبقاً لتصريحات مسؤولي رافائيل، فإن 90% من مقذوفات RPG جرى تدميرها دون تحفيز شحنتها المتفجرة. أما في حالة الصواريخ المضادة للدبابات، فقد انفجرت هذه من مسافات بعيدة وآمنة نسبياً عن العربة.
إن مفتاح النظام وسر قوته يكمن في تجهيزه برادار دوبلر نبضي يحمل التعيين الرسمي EL/M-2133. هذا الرادار ذو الأربع هوائيات والذي يطلق عليه أسم "حارس الرياح" Wind-Guard، هو من نوع AESA والأحرف اختصار فقرة "مصفوفة المسح الإلكتروني النشط". الرادار يعمل على توفير إنذار مبكر إلى طاقم العربة خلال وقت قصير جداً، ويشير إلى اتجاه التهديد بشكل دقيق ويحسب الزمن المحتمل لارتطام المقذوف القادم بالعربة time-to-impact، وبالتالي هو يعمل على تنشيط وحدة الإجراء المضاد في الوقت المناسب لحماية العربة من الهجوم. هو يمكن أن يكامل ويدمج مع أي نوع من أنظمة الإجراءات المضادة والقتل السهل المصممة خصيصاً لحماية العربات القتالية (يمكن أيضاً مواءمة النظام للعمل مع المجسات الكهروبصرية electro-optical sensors).
هذا الرادار مصمم لاكتشاف التهديد أولاً، ثم التقاطه وتعقبه آلياً، وبعد ذلك تصنيف ماهية هذا التهديد وتحديده خطورته من خلال تتبع مساره (متابعة جميع المؤشرات والإحداثيات، مثل زاوية السمت والارتفاع والسرعة ومدى المقذوف بشكل ثابت) وذلك ضمن قطاع كشف محدد يبلغ 90 درجة في زاوية السمت بالنسبة لكل هوائي من هوائياته مع تغطية واسعة للارتفاع. هوائيات الرادار الأربعة تشتمل على عدد كبير من الخلايا أو وحدات الحالة الصلبة الصغيرة التي ينجز كل منها وظيفة الإرسال والاستقبال في ذات الوقت transceiver. هذا يسمح بمواصلة تشغيل الرادار وجميع الأنظمة ذات العلاقة بالكامل حتى بعد فشل أو أخفاق بعض العناصر الفردية.
بالإضافة لذلك، رادار EL/M-2133 عديم الحساسية أو التفاعل مع الأوساخ والغبار ويمكن أن يتجاوز عطل أحد الهوائيات. هو يضمن نسبة منخفضة جداً من الإنذارات الكاذبة low false-alarm بالإضافة إلى قابليته على رفض التداخلات الناتجة عن الانعكاسات الأرضية ground reflections (من الثابت علميا أن موجات الراديو أو في الحقيقة أي موجات كهرومغناطيسية أخرى، عندما تصادف تغير في الوسط الذي تنتقل خلاله، فإن بعض أو جميع الموجات سوف تتكاثر وتنتشر إلى الوسط الجديد، والبقية ستميل للانعكاس والارتداد). الرادار EL/M-2133 يستعمل أيضا كأداة للوعي الموقعي situational awareness، فكما هو يستطيع تحديد موقع مطلق المقذوف المعادي، فإنه يتيح لقائد الدبابة سرعة الرد وذلك عن طريق كبسة زر لتحويل البرج وتوجيه السلاح مباشرة إلى مصدر النيران العدائية.
وحدة المشاغلة والاشتباك التي تضم الذخيرة الوقائية MEFP، تستطيع الاستدارة والحركة الأفقية ضمن قطاع 200-220 درجة، بحيث تزود النظام قابلية الاشتباك تقريباً مع أي اتجاه يشير إليه الحاسوب (زاوية ارتفاع الإطلاق elevation angle غير معروفة على وجه الدقة، لكن لقطات مصورة تظهر قدرة النظام للتعامل مع المقذوفات التي تتبع مسار قوسي لمهاجم سقف الهدف). الحاسوب يواصل تلقي البيانات البالستية ويخطط لأفضل حلول التصدي والاعتراض intercept solution. وحدة الإطلاق تحفز الذخيرة الوقائية التي بدورها تطلق شظاياها المشكلة انفجارياً نحو مقدمة الهدف لتحييده وتعطيله. فوراً بعد عملية الإطلاق، يتم بشكل تلقائي إعادة شحن وحدة الإطلاق بذخيرة وقائية جديدة خلال زمن مقدر بنحو 1.75 إلى 2 ثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق