احتمالية القتل وتصنيف مفاهيم الضرر
بشكل عام، تقسم المقذوفات المضادة للدروع إلى صنفين، مقذوفات الطاقة الحركية KE ومقذوفات الطاقة الكيميائية CE. النوع الأول لا يحمل أي متفجرات وهو يعتمد على خارق عالي الكثافة penetrator وذو سرعة عالية نسبياً لهزيمة وثقب الدروع. بناء الخارق سوف ينهار سوية مع شظايا الدرع، مما يشكل رشاشاً أو رذاذاً على هيئة مخروط cone-shaped pattern على طول خط الطيران. هكذا، مكونات الهدف الداخلية قد تنفصل بعيداً وتصبح مقذوفات ثانوية ضمن مقصورة العربة. الصنف الآخر أو مقذوفات الطاقة الكيميائية CE مختلف بأنه في الغالب يحتوي رأس حربي بشحنة مشكلة shaped-charge warhead الذي ينتج نفاث عالي السرعة لدحر وثقب دروع الهدف. الرؤوس الحربية من هذا النوع تعمل على توظيف أو تركيز طاقة المادة المتفجرة وبالتالي إحداث ضغط حاد ومتطرف على سطح الهدف بقصد اختراقه.
النتائج والتأثيرات الثانوية secondary effects لمقذوفات الطاقة الحركية والطاقة الكيميائية التي ثقبت دروع الهدف ليست قاطعة أو محسومة تماماً (صعبة التوقع من حيث النتائج وحجم الضرر) كما هو الحال مع ميكانيكا هزيمة الدرع نفسه وعملية ثقبه. مع ذلك، عند تحقق الإصابة وارتطام الرأس الحربي بجسم الهدف (حيث اتجاه الهجوم يمكن أن يجيء تقريبا من أي زاوية سمت مع تشكيلة من زوايا الارتفاع) فهناك ثلاثة تعابير أو مصطلحات تستخدم للتدليل على مستوى الضرر والتلفيات الملحقة بالهدف، هي: قتل الحركة mobility-kill (أو اختصاراً M-kill)، قتل القوة النارية firepower-kill (أو اختصاراً F-kill)، القتل الهائل catastrophic-kill (أو اختصاراً K-kill).
المصطلح الأول أو قتل الحركة M-kill يشير لخسارة العربة قدرتها على التنقل والحركة وتعذر إصلاحها من قبل الطاقم في ساحة المعركة، كما هو الحال عند تحطم منظومة الجنازير نتيجة التعرض للغم أرضي مضاد للدروع أو متفجرات طريق مرتجلة، أو عند عطب المحرك نتيجة مقذوف صاروخي مباشر أو مقذوفات بالستية أو نحو ذلك. العربة في هذه الحالة تكون عديمة الفائدة عملياً، لكن يمكن لاحقا إنقاذها وإصلاحها وأعادتها للعمل. قتل الحركة يعني أن الهدف بات ثابتاً وغير قادر على الحركة وهو أيضاً عرضة للمزيد من الهجمات المعادية الأرضية منها والجوية، لكنه قادر في جميع الأحوال على استخدام كامل أسلحته، بحيث يستطيع جزئياً الاستمرار في القتال وتوجيه الضربات لمحيط منطقته.
مصطلح قتل القوة النارية F-kill يشير إلى الضرر الذي أوقع على العربة بحيث أفقدها قدرتها على إطلاق نيران سلاحها الرئيس. قتل القوة النارية يحدث إما لأن الطاقم أصبح عاجزاً عن تشغيل السلاح الرئيس أو لأن السلاح أو الأجهزة المرتبطة بعمله تعرضت للضرر، كما هو الحال تماماً عند تحطم أنظمة التسديد البصرية أو تضرر المجسات السقفيه المتصلة بعمل حاسوب السلاح البالستي. وفي حالتي قتل الحركة أو قتل القوة النارية، فإن الأضرار والتلفيات هنا يمكن أن تكون كاملة completely أو جزئية partially. وهذه الأخيرة تحديداً تشير إلى انخفاض قابلية الهدف على الحركة أو إطلاق النار، لكن ليس للحد الأقصى.
أما مصطلح القتل الهائل K-kill، فإنه يشير عادة لأضرار كارثية ودمار شامل complete destruction يذهب بكامل قدرة العربة على القتال (يمكن أن يتضمن أيضاً مظاهر قتل الحركة وقتل القوة النارية في آن واحد). حيث يتبع الأمر عادة إتلاف وتحطيم كامل للعربة وتجهيزاتها وتعطيل أنظمة أسلحتها وربما قتل طاقمها. مصطلح القتل الهائل يمكن أن يتضمن أضرار داخلية حادة وعنيفة بما فيه الكفاية لجعل عمليات الإصلاح غير ممكنة. حالات الضرر الحاد يمكن أن تشمل نتائج انفجار مخزون الذخيرة الداخلي أو اشتعال نيران الوقود. التقديرات العددية في تقييم أصناف الضرر هذه تتراوح ما بين صفر إلى واحد (أو بكلمات أخرى، غير مهم not significant إلى خسارة كلية total loss).
عند إصابة العربة وتأكد ثقب دروعها، فإن تصنيف الضرر أو ما يسمى بتأثيرات خلف الدرع behind-armor effects، يجري وفق عدد من النتائج المحتملة، مثل أن العربة قد دمرت وحطمت تماماً total destruction وأصبحت خارج الخدمة. أو أنها أعطبت جزئيا partial destruction وتعرضت لمستوى معين من الأضرار الداخلية التي خفضت قدراتها القتالية لحد ما. أو أنها لم تتأثر بالإصابة no effect ولم تتعرض مكوناتها الحيوية لضرر مباشر وهي لا تزال قادرة على القتال بكامل طاقتها (هذه النتيجة أقل احتمالاً عند ثقب دروع الهدف لكنها أيضاً يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار).. في الحقيقة معرفة نتائج ثقب دروع الهدف مرتبطة كثيراً بخصائص العربة المستهدفة وتوزيعها الداخلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق